طالب يتزوج زميلته وينتـحـر ليطلقها

يحكي م.ع حكاية صديقه الذي انتحر لاجل حبيبته

يقول
مع بدء العام الدراسي الجديد

صديقي يجلس بجانبي فنحن زميلان لأكثر من 6 سنوات في الدراسة
نضحك بصوت عالي ونتبادل السخرية مع زملائنا القدمى والجدد

تأتي 3 طالبات لا نعرفهم ويطلبن منا السماح لهن بالجلوس فقد اصبح المدرج ممتلأ ولا يوجد مكان آخر

سمحنا لهن بالجلوس وجلسنا نحن ايضا في ادب احتراما لهن ،،،

صديقي جلس بجوار احداهن والغريب اننا جميعا لاحظنا تشابههما في معظم الاشياء
وهمست في اذن صديقي " هذه الفتاة تشبهك كثيرا ،، كانكما توأمان"
ولم اكن اكذب عندما قلت هذا الكلام
فقد كانا متشابهان في الشكل وطريقة الكلام وكل شئء

لم الاحظ ان صديقي بدأ يتحاور مع زميلتنا إلا بعد مدة من الوقت
ورأيت انهما منجذبان لبعضهما كثيرا
فقد كانا يتحدثان في الهاتف و الانترنت طوال الوقت
حتى انني شعرت بالضيق لأن صديقي بدأ يتجاهلني منذ أن عرفها

وتوالت اللقاءت بينهما ولم اعد ارى صديقي إلا وقت المحاضرات وربما لا يحضر ايضا
ولكنني كنت دائما متأكد انهما سويا في مكان ما

مر 3 اسابيع ونحن على هذا الحال ،،
وبعدها قابلت صديقي واخبرني انهما معجبان جدا ببعضهما ويفكران بالزواج من بعضهما
ولكني صارحته بانهما لازالا يدرسان ومن المستحيل ان يسمح والداهما بذلك
فقال سأفعل اي شيء واتزوجها

ومرت الايام وفي كل مرة يتحدث عن الزواج وكيف انه لا يستطيع العيش بدونها

وعلمت منه انه فاتح والده في الموضوع ولكنه رفض وسخر منه ، وهي لا تستطيع فعل شيء فوالدها شديد العصبية وقد يؤذيها إذا علم بهذا الامر

وهنا رأيت حياته قد تغيرت واصبح مكتئبا جدا ولا يخرج من بيته ولا يحضر حتى إلى الكلية
واتصلت بي والدته وقالت لي انه لم يتناول طعامه منذ 3 ايام ولا يسمح لأحد بالدخول عليه
وهنا استشعرت الخوف على صديقي وذهبت اليه بعدما يأست من محاولة الاتصال به

وعندما ذهبت واقنعته اخيرا بالعدول عن فكرة الاضراب عن الطعام وان ذلك يضره أكثر مما ينفعه ، وانه يجب ان يفكر كيف يحل تلك المشكلة لا ان يزيد الامور تعقيدا

ولكن فجأة قال لي هيا بنا واتصل بزميلتنا واخبرها انه يريدها ان تقابله حالا وحدد معها المكان
ذهبنا وبعد قليل حضرت هي واحدى صديقاتها
وتحدث معها صديقي على انفراد لمدة طويلة وكنت اتسآل انا وصديقتها عما يحدث
وفجأة جاءا وقالا لنا انهما قرر الزواج ولا شيء سيمنعهما
حاولانا ايقافهما ولكن فشلنا
وذهبا إلى احدى مكاتب الزواج واحضر صديقي شاهدا اخر وكنت انا الشاهد الثاني على العقد

ومنذ ذلك الوقت تمر الايام بهدوء وكأن شيئا لم يحدث واشهد انهما لم يمسا بعضهما قط ولكنهما اتفقا على ذلك حتى لا يفرق بينهما شيء

انتهى العام الدراسي وكنا في الفرقة الثالثة وبقيت لنا سنة واحدة على التخرج
وهنا حدث ما لم يكن بحسبان صديقي وزوجته

فقد جاءها عريس "كامل من مجاميعه" وجاهز للزواج حالا
ومستعد ان يسمح لها بأكمال دراستها بعد الزواج
ويبدو انه كان على علاقة قوية بوالد الفتاة لانها رأتها أكثر من مرة يتردد على والدها
حسبما قالت لنا

وعندما علمت الفتاة اخبرتنا وقالت انا في ورطة ووالدي مصر على اتمام الزواج قبل بداية الدراسة ، ودارت الدنيا بصديقي وشعرت انه في غيبوبة ولا يدري ما حوله
اخذته وذهبنا إلى البيت واخبرت والدته انه متعب قليلا ويحتاج الى الراحة
وعاد صديقي ثانية لحزنه وانعزاله ثانية
ولكنه هذه المرة كان يسألني ماذا افعل ؟ وكيف الحل ؟
لو اخبرت والدي لن يفعل شيئا ولا ادري ماذا سيكون رد فعل والدها اذا علم ؟
ثم انخرط في بكاء شديد لم اره من قبل
وعندما توقف عن بكائه اخبرني انه وجد الحل
وانه سينهى هذه الموضوع قريبا
وقاربت الساعة على الثالثة فجرا ، فاستأذنت واخبرته ان كل شيء له حل وانه يجب الا ييأس من شيء .

وفي السابعة صباحا وجدت هاتفي يرن
وصديقي يتصل بي
ولكنه لم يكن هو
والدته تبكي في حرقة وتقول "الحقني يا .... ، ..... موت نفسه"
وقمت من سريري وخرجت كالبرق بملابس النوم متجها لمنزله
وعندما وصلت وجدت صديقي وقد التف حوله الناس ولم أكن اصدق انه قد مات
فأمسكت به وحاولت افاقته ولكن شيئا حدث لي
كأن الدنيا اختفت فجأة او دخلت في مكان مظلم
ولم ادري شيئا بعدها
وعندما افقت وجدتهم قد جهزوا كل شيء
والطبيب يقف بجانب صديقي ويقول بانه تناول مادة سامة ادت إلى الوفاة

كانت الدنيا تمر بي ولم اكن قد صدقت ما حدث إلى الان
ووجدت بيد والد صديقي مظروفا اعطاني ايه وقال " لقد تركه لك "

فتحت المظروف فوجدت ورقة من صديقي كتب فيها
" صديقي ...
سامحني يا صاحبي ، انا مقدرتش اسيبها تتجوز غيري ،
سامحني وادعيلي ربنا يغفر لي يا ..... ، سلام يا اعز صاحب"

وكانت الدموع تملأ الورقة وتخيلته جالسا امامي وهو يكتبها
وبكيت عليه وتمنيت اني لم اتركه وقتها

هذه القصة احكيها لكم حتى تدعوا لصديقي بالرحمة ، فأنا لا اتخيل ان نهايته كانت هكذا