النبي (ص) حي في قبره ؟
صفحة 1 من اصل 1
النبي (ص) حي في قبره ؟
هل النبي (ص) حي في قبره ، وما مدى أثر تلك الحياة علينا في حياتنا الدنيا؟
الجواب للدكتور على جمعة : مفتي الديار المصرية
لابد من تحرير المصطلحات أولاً في تلك القضية ، فإن أكثر المشكلات تزول بمجرد تحرير المصطلحات ، فإذا كان المقصود من حياة النبي (ص) في قبره بأنه (ص) لم ينتقل من حياتنا الدنيا ، ولم يقبضه الله إليه فذلك باطل بنص القرآن الكريم ، قال تعالى ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ (2) ، ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾(3).
فالنبي (ص) انتقل من هذه الحياة الدنيا ، ولكن بانتقاله هذا لم ينقطع عنا (ص) وله حياة أخرى هي حياة الأنبياء ، وهي التي تسمي الحياة بعد الموت ، أو الممات كما سماها (ص) حيث قال :
" حياتي خير لكم تُحدثون ويَحدث لكم .ومماتي خير لكم ، تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله ، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم " (4) .
وقال (ص) " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي ، حتى أرد عليه السلام "(5)، وهذا الحديث يدل على اتصال روحه ببدنه الشريف (ص) أبداً ، لأنه لا يوجد زمان إلا وهناك من يسلم على رسول الله (ص) ، وحياة النبي (ص) بعد أنتقاله ليست كحياة باقي الناس بعد الانتقال ،وذلك لأن غير الأنبياء لا ترجع أرواحهم إلى أجسادهم مرة اخرى ، فهي حياة ناقصة بالروح دون الجسد ، وإن كان له اتصال بالحياة الدنيا كرد السلام وغير ذلك مما ثبت في الآثار ، ولكن الأنبياء في حياة أكمل من حياتهم قبل الانتقال وأكمل من حياة باقي الخلق بعد الانتقال .
وقد صح أن الأنبياء عليهم السلام يعبدون ربهم في قبورهم ، فعن أنس (ر) أن النبي (ص) قال
" مررت على موسى ليلة أسري
بي عند الكثيب الأحمر ، وهو قائم يصلي في قبره " (6) ، وعنه (ص) : " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " (7)،ويدل هذا الحديث علي أنهم أحياء بأجسادهم وأرواحهم لذكر المكان حيث قال " في
قبورهم "، ولوكانت الحياة للأرواح فقط لما ذكر المكان لما ذكر مكان حياتهم ، فهم أحياء في قبورهم حياة حقيقية كحياتهم قبل انتقالهم منها، وليست حياة أرواح فحسب ، كما أن أجسادهم الشريفة محفوظة يحرم على الأرض أكلها ، فقد صح عنه (ص) أنه قال " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء "(1)
فالنبي (ص) حي في قبره بروحه وجسده ، وجسده الشريف محفوظ كباقي أخوته من الأنبياء ، وهو يأنس بربه متعبداً في قبره ، متصلاً بأمته ، يستغفرلهم ،و يشفع لهم عند الله ، ويرد عليهم السلام ، وغير ذلك الكثير .
فمن كذب بحياة النبي (ص) في قبره بعد انتقاله ، فقد كذبه (ص) فيما ذكرنا من الأحاديث ، ومن كذب أنه أنتقل من حياتنا الدنيا ، فقد كذب ما ذكرنا من القرآن ، والصواب هو أن تثبت انتقاله (ص) من الحياة الدنيا ، وتثبت حياته (ص) في قبره ، وأنه يعبد ربه ، ويرد السلام على من سلم عليه ، ويشفع لأمته ، ويستغفر لهم كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ، والله تعالى أعلى وأعلم .
خاص منتديات مبرمجي مصر
الجواب للدكتور على جمعة : مفتي الديار المصرية
لابد من تحرير المصطلحات أولاً في تلك القضية ، فإن أكثر المشكلات تزول بمجرد تحرير المصطلحات ، فإذا كان المقصود من حياة النبي (ص) في قبره بأنه (ص) لم ينتقل من حياتنا الدنيا ، ولم يقبضه الله إليه فذلك باطل بنص القرآن الكريم ، قال تعالى ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ (2) ، ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾(3).
فالنبي (ص) انتقل من هذه الحياة الدنيا ، ولكن بانتقاله هذا لم ينقطع عنا (ص) وله حياة أخرى هي حياة الأنبياء ، وهي التي تسمي الحياة بعد الموت ، أو الممات كما سماها (ص) حيث قال :
" حياتي خير لكم تُحدثون ويَحدث لكم .ومماتي خير لكم ، تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله ، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم " (4) .
وقال (ص) " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي ، حتى أرد عليه السلام "(5)، وهذا الحديث يدل على اتصال روحه ببدنه الشريف (ص) أبداً ، لأنه لا يوجد زمان إلا وهناك من يسلم على رسول الله (ص) ، وحياة النبي (ص) بعد أنتقاله ليست كحياة باقي الناس بعد الانتقال ،وذلك لأن غير الأنبياء لا ترجع أرواحهم إلى أجسادهم مرة اخرى ، فهي حياة ناقصة بالروح دون الجسد ، وإن كان له اتصال بالحياة الدنيا كرد السلام وغير ذلك مما ثبت في الآثار ، ولكن الأنبياء في حياة أكمل من حياتهم قبل الانتقال وأكمل من حياة باقي الخلق بعد الانتقال .
وقد صح أن الأنبياء عليهم السلام يعبدون ربهم في قبورهم ، فعن أنس (ر) أن النبي (ص) قال
" مررت على موسى ليلة أسري
بي عند الكثيب الأحمر ، وهو قائم يصلي في قبره " (6) ، وعنه (ص) : " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " (7)،ويدل هذا الحديث علي أنهم أحياء بأجسادهم وأرواحهم لذكر المكان حيث قال " في
قبورهم "، ولوكانت الحياة للأرواح فقط لما ذكر المكان لما ذكر مكان حياتهم ، فهم أحياء في قبورهم حياة حقيقية كحياتهم قبل انتقالهم منها، وليست حياة أرواح فحسب ، كما أن أجسادهم الشريفة محفوظة يحرم على الأرض أكلها ، فقد صح عنه (ص) أنه قال " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء "(1)
فالنبي (ص) حي في قبره بروحه وجسده ، وجسده الشريف محفوظ كباقي أخوته من الأنبياء ، وهو يأنس بربه متعبداً في قبره ، متصلاً بأمته ، يستغفرلهم ،و يشفع لهم عند الله ، ويرد عليهم السلام ، وغير ذلك الكثير .
فمن كذب بحياة النبي (ص) في قبره بعد انتقاله ، فقد كذبه (ص) فيما ذكرنا من الأحاديث ، ومن كذب أنه أنتقل من حياتنا الدنيا ، فقد كذب ما ذكرنا من القرآن ، والصواب هو أن تثبت انتقاله (ص) من الحياة الدنيا ، وتثبت حياته (ص) في قبره ، وأنه يعبد ربه ، ويرد السلام على من سلم عليه ، ويشفع لأمته ، ويستغفر لهم كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ، والله تعالى أعلى وأعلم .
خاص منتديات مبرمجي مصر
مواضيع مماثلة
» الشورى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
» برنامج انوار النبي : الشيخ علي جمعة : الحلقة الاولى
» أعشاب عالج بها النبي صلى الله عليه وسلم (البشرة- الشعر- انقاص الوزن)
» دعاء واظب النبي على ترديده في قنوت الفجر و قنوت الوتر
» برنامج انوار النبي : الشيخ علي جمعة : الحلقة الاولى
» أعشاب عالج بها النبي صلى الله عليه وسلم (البشرة- الشعر- انقاص الوزن)
» دعاء واظب النبي على ترديده في قنوت الفجر و قنوت الوتر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى