الثقوب السوداء ونهاية الكون

ثقوب سوداء، ثقب اسود، نهاية الأرض، القيامة، القرآن

الثقوب السوداء ونهاية الكون

 توصلت الأكتشافات العملية الحديثة إلى حقيقة أن الكون مترامي الأطراف، وقد لا يستطيع الأنسان الوصول إلى منتهاه، فيما يعرف بمالانهائية الكون، وأثبت العلم بنظرية اينشتاين النسبية، وما توصل إليه العالم الفلكي هابل أن الكون غير مستقر، وأن المجرات تتباعد عن بعضها، وكلما زادت المسافات بينها كلما زادت سرعتها في الابتعاد، كأنها تهرب من التماسك 
بينها.

وبناءاً على نظرية الانفجار العظيم التي أكدها القرآن الكريم، بقوله تعالى "أَن السمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا"، أي فجرنهما و فصلناهما عن بعضها، فإن الكون لابد أن ينكمش مرة أخرى عندما تصل كثافة الكون إلى قيمة أعلى من الكثافة الحرجة، ولكن كثافة الكون تبلغ 10% فقط من الكثافة الحرجة، وليس هناك في الكون ما يمكن الاعتماد عليه إلا الثقوب السوداء، في كونها تخفي 90% من كثافة الكون، التي ستكون سبباً في حدوث الانهيار العظيم، أو الطي الكبير للكون.

والثقوب السوداء عبارة عن نجوم مثل الشمس، لكنها لا تطلق الأشعة الضوئية لأنها وصلت إلى مرحلة كانت فيها كتلتها بالنسبة لنصف قطرها عند حد معين، هذه النسبة بين الكتلة و نصف القطر حتى تتحقق في الأرض، ولا تعكس اشعة الشمس يجب أن يصل نصف قطر الأرض إلى اقل من 1 سنتيمتر، لذلك فالاعتقاد القوي بأن الثقوب السوداء تحوي 90% من كثافة الكون أمر ليس بالمستحيل، فتخيل أن الأرض يجب أن تنكمش بكتلتها الحالية إلى أقل من 1 سنتيمتر، حتى تتحول إلى ثقب أسود، فكيف الحال أذاً في تلك الثقوب التي يبلغ نصف قطرها مثل الشمس، أو اكبر احياناً ..التخيل للكثافة داخل هذه الثقوب مرعب.

وتبعاً للجاذبية الكبيرة للثقوب السوداء، وكما أثبت العلم أن الزمن يمر بشكل أبطأ في المجالات عالية الجاذبية فإن الوقت في تلك الثقوب قد يتوقف، ويصبح اللحظة لا متناهية الزمن، ويكون الدوران فيه بشكل دائري للأبد، داخل حدود هذا الثقب.

وتلك الثقوب على اختلاف كتلتها، وأنواعها، تقوم بأمتصاص الكتلة حولها، مثل سحب الغاز، والمادة من النجوم المحيطة، و الكواكب المارة بجوارها.

ومن ذلك يكون البشر أمام اجسام غامضة، تسير متخفية في الكون، وقد يصل إلى مرحلة الاستفادة من طاقتها مع تطور العلم، أو ينتهي الكون بجوار ثقب اسود يلتهم الأرض وما عليها.

ولكن أمامنا فرصة حيث أن أقرب ثقب أسود تم اكتشافه على بعد 6000 سنة ضوئية، في مجرة الدجاجة يلتهم غازات نجم ساطع.


ثقوب سوداء، الثقب الاسود، نهاية الكون