ايجي هلب - افلام - مسلسلات - بث مباشر مباراة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة افواه بلا اسنان - المتسابقة تقى هنداوي - مسابقة Eghelp الادبية مايو 2015

اذهب الى الأسفل

قصة افواه بلا اسنان - المتسابقة تقى هنداوي - مسابقة Eghelp الادبية مايو 2015 Empty قصة افواه بلا اسنان - المتسابقة تقى هنداوي - مسابقة Eghelp الادبية مايو 2015

مُساهمة من طرف Eghelp الأحد 17 مايو 2015, 8:00 pm

افواه بلا اسنان, تقى هنداوي, قصة قصيرة, شعر, مسابقة ادبية,





قصة افواه بلا اسنان - المتسابقة تقى هنداوي - مسابقة Eghelp الادبية مايو 2015 P710

المشاركة رقم : 7 
العنوان : افواه بلا اسنان
الكاتب : تقى هنداوي
النوع : قصة





أفواه بلا أسنان

لم أعرفه...
ولم أتصور يوما أن عيناي ستخوناني وستجهله...
وأن ذاكرتي ستغدر بي هكذا ولن تستدعي صورته...
وكيف ستألفه ذاكرتي وقد انقلب حاله هكذا رأسا على عقب.. .
يا ويلاتاه...يا لجبروت الزمان...

من الأمس القريب...أو أنه قد بدا لي كذلك في تلك اللحظة الشائنة التي كانت قد تجمدت فيها أشرطة ذاكرتي.. .
لقد كان منذ ما يقارب العشرين عاما ديكتاتوريا يضرب الأرض بقدميه في كبرياء،ظنا منه أنه يملك كل شئ...كل شئ...بمجرد أن يملك قرشين...

لقد كان في حقيقة الأمر يملك الملاين، كانت تلك الملاين كفيلة بحفظه من مفرقعات الزمن وردعه عن الظهور بذاك المنظر البائس الحزين.

"طماطم...طماطم طازجة بجنيه ونصف لمن يريد.."

جعل يرددها بفم كشف عن كهف خاو من أسنان،تآكلت بفعل سوس الزمان...كان له عينان جحظتان كالمخشي عليه من الموت إثر أمواج الحياة ...أما التجاعيد فقد استطاعت أن تشق طرقا في وجهه بأظافر قاسية أقسمت أن تسمعه نغمة المعاناة...وقبعة الشيب قد التصقت برأسه بواسطة غراء الزمن المتعال ...أما ملابسه الرثة فكانت تنم عن حياة تنتهي في أغلب الظن على إحدى الأفاريز.

هنا...في إحدى مدن العبور الراقية حيث كنت أقطن أنا وزوجي بداخل أحد البيوت المبهرة ،في حين كان يقيم هو سرداقا صغير على أبواب تلك المدينة كلما بزغت شمس يوم جديد... .

في أحد الأيام وأثناء عودتنا إلى منزلنا أنا وزوجي من العمل ،كانت سيارتنا قد قررت فجأة التوقف أمام سرداقه الصغير لإبتياع بعض الخضراوات وما قد تشتهيه الأنفس من فواكه.. .

"اقترب يا سيدي...كيلو الخيار بسبعة جنيهات فقط، وأمامك جزر الكيلو منه ب..."

وبلهجة سوقية جعل يسرد قائمة بالسلع التي يبيعها ،وزوجي ينتقي الخضروات في تركيز وهدوء، أما أنا فقد كنت أتفرس ملامح ذاك الكهل المسكين..
لقد كانت ملامحه قربية جدا من ذاكرتي ...وصوته الجهوري...كنت اشعر بأنه نغمة كانت تسمعني إياها قسوة الماضي...ولكن من يكون ؟!

" لتكرمنا أيها الشيخ...وتعطينا بصلتين "
قالها زوجي بعزة نفس جعلتني ابتسم ،وجاء رد الكهل عليه بقهقهة استشعرتها ذاكرتي...واستنشقتها أعصابي...
ولكن كان قد طرأ عليها بعض التغيرات، فهي لا تكشف عن أسنان...تلك الأسنان التي لمعت في زمن ما من الشماتة ونشوة الإنتصار...
ونفس القهقهة - وإن اختلف الموضع وتلاشت مشاعر الإنتقام - قد حفظتها أذناي واستودعتها ذاكرتي في أخاديد القهر المظلم...

من عشرين عاما مضت...
صفعتني نظرة شماتة من قريب ،ورقصة للإنتصار على حبيب،بل وحرمان من الملاين ،لقد كان أقرب إلينا -أنا وعائلتي فيما مضى - كقرب القلب من حبل الوريد.. .
سقانا كؤوس المرارة من نهر الجحيم...
وضن علينا بما لديه من مشاعر وملاين...
أحرق منزلنا بنيران حقده...ودفن حاجياتنا برماد شماتته ...
إنك إن نظرت إليه يخيل إليك أن قصته تشبه قصة قارون...
وأن هيئته كانت كهيئة فرعون...
وأن تصرفه كان تصرف شخص أعياه الجنون...

ويالسذاجة البشر...يضحكون وتضحك الأقدار...

لقد كنت في زمن ما تتربع على عرش الحياة...أما الأن فتقبع على إفريز العبور.

" ألا تريدين يا سيدتي جزر...عنب ناضج حلو ،بطي..."



لم أنبس بكلمة كنت شاردة في تجميع خيوط الماضي واستئصال الصور من برج الذاكرة المهجور، وفجأة أجدني اسمع صوتا سوقيا آخر يرتطم بحائط برج الذكريات يقول:
"ماذا دهاك يا "محمد" ...ألم تنهي البيع بعد؟...نريد أن ننجز"
"صبرا يا هذا...إن السيد المبجل وزوجته سيجعلون ختامها مسك وعنبر "
اجاب الخضري وهو يداعب حاجبيه لسوقي الأخر الذي وقف متأففا يشتاق إلى السرير.

يا لسطوة الزمن...

ذاك الشخص "السوقي الآخر" لقد كانت صورته تستثير ذاكرتي وتحثها على إستعادة صندوق أسود كنت قد وأدته منذ سنين، لقد امتلأ ذاك الصندوق بذيول لثعابين تشبهه تماما...
ثعابين سعت في يوم ما -بطريقة غير مباشرة- على التحفظ على أموال الخلق لتضمن لنفسها البقاء وتجنبها مكر القدر ...
ولكن هيهات...هيهات أن يترك القدر أناسا تؤمن ببعض الكتاب،وتتجاهل بعضه.



"تفضل يا شيخنا...ثلاثون جنيه"
قالها زوجي مشيرا إلي بأكياس الخضار ليوقظني من شرودي،وفي لحظات كنت أنا وأكياس الخضار في السيارة، بينما كان زوجي يتحدث مع ذلك الكهل النعس ،وقد رأيت ذلك الكهل يمد لزوجي يده بشئ لم أتبينه بسبب أشعة الشمس الجبارة، في تلك اللحظة فقط وانا أتأمل ذلك السرداق الصغير من خلف الزجاج ،كانت رياح الذكريات قد بدأت تعصف معيدة ترتيب صور الماضي بعد أن بعثرتها الأيام وكواها الزمن...
وما إن دلف زوجي الى السيارة حتى القى بين يدي بطاقة ،خلت أنها الشئ الذي كان يعطيه له ذلك الكهل ، وتأكدت فعلا عندما بدأت أتفحصها بمقلتاي حتى قرأت عيناي

" خضروات الحريري...بإدارة الأخوين :
(محمد رشدي و عبد الحكيم رشدي) "

"هل أصابتك ضربة شمس ؟! " قالها زوجي بنبرة احتقان نابعة عن عدم تفاعلي في الشراء ، جاءت إجابتي بتنهيدة عميقة ماجت فيها مشاعر الإنتصار ولذة انتقام القدر عقبتها بقولي :
" نعم يبدو ذلك واضحا لأنني لم أتعرف عليه..." وأردفت بعجب :"
كيف...كيف جهلت ذاك الوجه ؟!" جاء رد زوجي متعجبا :" من ؟!! "

"ذلك الخضري"
"وإن يكن...من يكون؟!"

بإزدراء أجبت :
"إنه... "
" من هو؟..."




...إنه ...إنه "حماك"







-
Eghelp
Eghelp
مشرف عام
مشرف عام

ذكر عدد المساهمات : 2819

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى